السلام عليكم ورحمة
الله.
مرحبا بكم، ودائما،
سردا لأسباب فشل العمل الجمعوي، سنتطرق اليوم إلى سببين آخرين وهما:
- عدم احترام قوانين
الجمعية.
- الجهل بأهمية العمل
الجمعوي.
خامسا: عدم احترام قوانين الجمعية.
يعتبر القانون الأساسي
والقانون الداخلي مرجعين قانونيين لكل جمعية، بل يعتبران من الوثائق الضرورية التي
من الواجب توفرها في كل جمعية. رغم ذلك فالكثير من الجمعويين وخاصة في الوسط القروي لا يعيرون هذه الوثائق
أي اهتمام، السبب الذي يؤدي إلى التخبط والعشوائية داخل الجمعية بفعل عدم احترام
بنود هذه القوانين. وترجع أسباب ذلك إلى ما يلي:
- الاعتقاد أن هذه
القوانين مجرد وثيقة تقدم بمعية وثائق أخرى من أجل الحصول على رخصة ممارسة الأنشطة
(وصل الإيداع) أو الحصول على الدعم من طرف جهة معينة ليس إلا، في حين أنها وثيقة
ضرورية في استمرارية الجمعية من خلال احترام وتطبيق قوانينها.
- غياب القانون
الداخلي الذي يعتبر مكملا للقانون الأساسي لدى بعض الجمعيات.
- تفشي الأمية والجهل
داخل المكتب المسير للجمعية.
- غياب المسؤولية.
- اتباع الهوى وعدم
الرجوع إلى هذه القوانين، خلال الوقوع في مشاكل يمكن إيجاد حلول لها بالرجوع إلى
هذه الوثائق.
ولتجاوز مثل هذه
المعيقات نقترح مجموعة من الحلول التالية:
- توعية أعضاء مكتب
الجمعية وجميع المنخرطين بأهمية القانون الأساسي والداخلي للجمعية، وضرورة احترام
بنوده لأجل استمرار أنشطة الجمعية.
- ضرورة إعداد القانون
الداخلي لما له من دور مهم لاستمرار الجمعية.
- إعداد بنود هذه
القوانين بشكل واضح بعيد عن التأويلات وعدم الاقتصار باستنساخ قوانين جمعيات أخرى
دون مراجعة بنودها ودون ملاحظة مدى توافقها مع أهداف وتوجهات الجمعية.
- ضرورة التزام أعضاء
الجمعية والمنخرطين باحترام بنود القوانين السابقة وتحمل الجميع مسؤوليته عند مخالفته
بند من هذه البنود.
- ضرورة الرجوع إلى
هذه القوانين عند وقوع اختلافات أو مشاكل داخل الجمعية. وعدم تقديم تنزيلات
للمخالفين، لأن بمجرد بدء أول تنزيل فإن القانون لن يحترم بعد ذلك.
سادسا: الجهل بأهمية العمل الجمعوي.
غالبا ما نجد بعض
أعضاء الجمعيات في الوسط القروي أميون، لا يعرفون الكتابة والقراءة، لكن رغم ذلك
تجدهم متحمسين للعمل الجمعوي ومندمجين فيه متطوعين ولو على حساب أوقاتهم...
فالأمية ليست عائقا إلى حد كبير لممارسة العمل الجمعوي لأن الأمية من الممكن
تجاوزها عن طريق دروس التربية غير النظامية ومحاربة الأمية التي تقوم بها أغلب
الجمعيات في الوسط القروي كما في الوسط الحضري. لكن الذي يعوق العمل الجمعوي بشكل
كبير ليس فقط في القرية وإنما كذلك في المدينة هو الجهل بأهميته وتأثيره على
المجتمع، فالجهل أخطر من الأمية. وترجع أسباب الجهل بالعمل الجمعوي إلى:
- الاعتقاد أن العمل
الجمعوي والتطوعي مضيعة للوقت والجهد.
- تراجع التكافل
الاجتماعي بين الأسر والأفراد.
- تفشي ظواهر الخصام
والنزاع بين العائلات والأسر والأفراد والمجتمعات.
- الأنانية وحب الذات،
وخاصة لدى بعض الأغنياء الذين يعتقدون أن لا شأن لهم بالفئات الأخرى داخل المجتمع.
ورغم ما ذكر من هذه
الأسباب وغيرها، فإن السبب الرئيسي وراء انتشار الجهل بالعمل الجمعوي هو غياب
التكوين والتأطير والتوجيه والتوعية من لدن الجمعيات والإعلام والمنظمات الحكومية
وغير الحكومية، لما لها من آثار إيجابية لتكوين فرد قادر على ممارسة حقوقه
وواجباته من جهة وانخراطه داخل مجتمعه ومساهمته في تنميته وتطوره نحو الأفضل من
جهة ثانية. إضافة إلى ذلك، لابد من التذكير بالأوضاع التي عاشها الآباء والأجداد
واستحضار مظاهر التآزر والتراحم والتعاون في الأفراح والأحزان دون جمعية ولا
قوانين. ذلك لأخذ العبرة ومحاولة الاقتداء بهم وإحياء عاداتهم وتقاليدهم وإرجاعها
إلى الواجهة، وهذا من بين الأهداف التي تسعى إليه الجمعيات.
ليست هناك تعليقات:
اكتب comments