مشاريع مدرة للجمعيات

 مشاريع وأنشطة جمعوية يمكن أن تدر مداخيل للجمعيات

الهدف من تأسيس الجمعيات بصفة عامة هو هدف تنموي في مختلف ميادين الحياة الاجتماعية أو الرياضية أو الاقتصادية أو الثقافية أو غير ذلك، لكن الكثير من الجمعيات وخاصة في المجال القروي تعاني من مشاكل التمويل للقيام بأنشطتها المختلفة... السبب الذي يؤدي بها إما أن تنهي مهمتها ويتم حلها أو تكون غير نشيطة وغير فعالة داخل المجتمع أو أنها تقوم بنشاط واحد على طول السنة، وذلك بدعوى عدم التوفر على مصادر التمويل للقيام بكل هذه الأنشطة.

لذا، ارتأى موقع جمعية فوريو الحديث عن أهم المشاريع التي يمكن للجمعيات أن توفر من خلالها ما ستمول به مشاريع أخرى، وهذا هو الأساس بالنسبة لكل جمعية مبتدئة أي أن مداخيل هذا المشروع أو هذا النشاط تستغل لإنجاز مشروع أو نشاط آخر والذي بدوره يُدرُّ أموالا تستغل للقيام بمشروع آخر وهكذا... لذا فنحن ضد فكرة بعض الجمعيات التي تخصص مداخيل نشاط معين للقيام بنفس النشاط في وقت آخر مثل تلك الجمعيات التي تستغل مداخيل الماء الشروب فقط في تتبع وإصلاح الأنابيب المائية مثلا فتتراكم هذه الأموال شهر بعد شهر أو عام بعد عام فتراهم لا ينفقونها في أي شيء إلا في ما يتعلق بمشروع الماء.. وهذا خطأ فادح، صحيح أنه من اللازم توفر قدر معين للإصلاحات مثلا لكن يمكن استثمار، إن صح التعبير، هذه الأموال في مشاريع وأنشطة أخرى داخل نفس الجمعية.

وهذا هو الأساس بالنسبة لكل جمعية مبتدئة أي أن مداخيل هذا المشروع أو هذا النشاط تستغل لإنجاز مشروع أو نشاط آخر والذي بدوره يُدرُّ أموالا تستغل للقيام بمشروع آخر وهكذا...

هناك عمليتين أساسيتين يجب التركيز عليهما قبل اختيار أي مشروع أو نشاط تريد القيام به: 

- الأولى أن تضع بين يديك برنامجا للأنشطة المزمع القيام بها على طول فترة من الزمن (سنة أو ستة أشهر ...)، بدون هذه العملية، فإنك فقط تتخبط ولن تخرج بأي نتيجة، لأنك ستواجه عدة أنشطة جديدة لم تكن مبرمجة وتريد القيام بها وفي الأخير تجد نفسك لم تقم بأي شيء، لذا من الضروري إذن برمجة أنشطة معينة خلال فترة معينة، وإذا تذكرت او جاءتك فكرة حول نشاط جديد غير مخطط له وغير مبرمج ضمن اللائحة، فلا تهتم به ويمكن ببرمجته خلال الفترة المقبلة.

- والثانية وهي أن توازن بين تلك الأنشطة وما تتوفر عليه من موارد مالية أو عينية أو بشرية، فلا يمكن بطبيعة الحال أن تبرمج مشروعا كبيرا وأنت لا تتوفر على ميزانية للقيام به إلا في حالة ما كنت متيقنا من حصولك على موارد من جهة معينة أو بعد القيام بنشاط آخر أو أنشطة أخرى تعتقد أنه سيوفر لك ما ستنجز به هذا المشروع حسب تجربتك مثلا من خلال القيام به في نسخه الماضية. أضف إلى ذلك، فلا تنسى أنه من الضروري فرض مبالغ الانخراط على كل منخرط في الجمعية لأن بهذه المبالغ سوف تبدأ بإنجاز أول نشاط لفائدة هؤلاء المنخرطين طبعا، وإذا كانت جمعيتك لا تتوفر على عدد كاف من المنخرطين فبإنجازك لأنشطة مفيدة ومحفزة ستثير اهتمام أفراد الحي أو القرية وبالتالي سيعرضون عليك الانخراط في جمعيتك لا محالة.

فما هي إذن أهم الأنشطة التي يمكن أن تدر للجمعية مداخيل يمكن استثمارها في أنشطة أخرى؟

1-  الأنشطة الثقافية أو الرياضية أو التربوية أو الفنية أو الدينية أو غيرها... ويتم تنظيمها كصُبحيات أو أمسيات أو في أيام معينة (أيام ثقافية مثلا) أو أسبوع معين (أسبوع ثقافي مثلا) أو مهرجانات أو احتفالات موسمية لفائدة الأطفال أو الكبار وغالبا ما تكون بالمجان لفائدة المنخرطين أو أبنائهم، لكن القيام بمثل هذه الأنشطة ستجلب منخرطين أكثر وبالتالي مداخيل أكثر. ويستحسن القيام بهذه الأنشطة خلال أيام الآحاد أو العطل أوفي مناسبات من المناسبات وكذا اختيار مكان قريب ومناسب حتى يكون الحضور مكثفا. ولا ننسى طبعا أن نقوم بالترويج لها من خلال وضع ملصقات أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي كالفايسبوك وغيرها...

2- تنظيم الرحلات الاستكشافية أو الترفيهية لفائدة الأطفال أو الرجال أو النساء أو الأسر بأثمنة رمزية بالنسبة للمنخرطين وأكثر قيمة بالنسبة لغير المنخرطين، لكن قبل القيام بهذا النشاط يجب وضع تخطيط مفصل له وتحديد جميع العمليات التي سيم القيام بها مع تحديد المصاريف التي ستصرف في النقل والأكل ومصاريف المرافقة وغيرها ولا نشرع فيه - أي النشاط - حتى نتأكد أن كمية المداخيل ستتجاوز المصاريف. ولا ننسى كذلك الترويج لهذا النشاط حتى يكون عدد المشاركين كافيا.

3-  إصدار يومية (Calendrier) بتصميم مناسب وطباعتها بعدد كاف وعرضها على السكان بثمن رمزي ونكون بذلك قد قمنا بعمليتين في عملية واحدة ألا وهما كسب مدخول مهم عند بيع هذه اليوميات وأخرى القيام بإشهار للجمعية وأنشطتها من خلال وضع صور لها عليها. 

4-  القيام بدورات تكوينية لفائدة الشباب، ولا يخفى على أحد أن شبابنا اليوم يبحث عن اكتساب مهارات حياتية مختلفة وخاصة تلك المرتبطة بالمعلوميات والتقنيات الحديثة، فهذه فرصة أخرى للجمعيات التي تريد كسب مداخيل مالية أن تقوم بالبحث عن مؤطرين أكفاء والاتفاق معهم على مبلغ القيام بالتأطير والتدريب وتخصيص مبلغ معين للمشاركة في هذا الدورات لفائدة الراغبين في المشاركة فيها، ولا ننسى أن نقوم، وكما قلنا مسبقا، أن نضع نصب أعيننا كل صغيرة وكبيرة حتى تكون المداخيل أكثر من المصاريف.

5-  القيام بأنشطة الدعم لفائدة التلاميذ والطلبة، بما في ذلك من رياض الأطفال أو الحضانة وبنفس الطريقة السابقة نبحث عن أساتذة أكفاء يقومون بتقديم دروس الدعم لفائدة التلاميذ والتلميذات من مختلف المستويات الدراسية، لكن هنا لابد من التوفر على قاعة ملائمة ومجهزة على الأقل بما هو ضروري من مقاعد وسبورات.

6- كراء الكتب المدرسية، تعد هذه العملية عملية ذات أهمية قصوى خاصة لدى الفئات المجتمعية الضعيفة الدخل، إذ تساهم في خفض معاناتهم عند بداية كل عام دراسي جديد. غير أن القيام بهذه العملية ليس بالأمر الهين لأن شراء الكتب المدرسية يتطلب ميزانية كبيرة، فإن كان بإمكان أية جمعية أن تستثمر جزء من مداخلها في هذا المشروع أو أن تحصل على أموال لإنجاز هذا المشروع، فأعتقد أنه مشروع يدر بمداخيل هامة كل سنة عن طريق فرض مبلغ مالي رمزي على كل من يستفيد من هذه العملية وبهذا تكون لدى الجمعية مداخيل قارة من جهة وتساهم في التخفيف من معاناة الآباء من جهة ثانية.   

7-  كراء المعدات (المكتبية، معدات الحفل، الآلات الفلاحية ...) بنفس الطريقة السابقة، لكن الأمر يتعلق هذه المرة بكراء معدات، فمثلا يمكن لجمعية أن تخصص جزءا من ميزانيتها لشراء معدات الحفل كالكراسي والطاولات والخيمة وقوائمها وغيرها... وتضعها رهن إشارة من يرغب في استعمالها مقابل مبلغ مالي، فهذه العملية كذلك تدر بمداخيل مهمة نظرا لكثرة الحفلات والتظاهرات واختلافها داخل مجتمعاتنا... ونفس الشيء يتعلق بكراء المعدات الفلاحية كالجرار مثلا خلال موسم الحرث في القرى والمناطق الفلاحية... أو كراء معدات مكتبية غير قابلة للاستهلاك كالمسلاط مثلا (Data Chow) لفائدة مؤسسات أو جمعيات أخرى وهكذا ... 

8- إنشاء ملعب القرب أو مسبح (خاصة في العالم القروي وفي ضواحي المدن): يعد هذا المشروع مشروعا كبيرا، سيوفر لا محالة دخلا مهما للجمعية التي تتبناه، فإذا كان في ملكية الجمعية قطعة أرضية، فيمكن استغلالها وتهيئتها وتجهيزها وجعلها ملعبا للقرب لفائدة المنخرطين أو عامة الناس لمن أراد ممارسة رياضته المفضلة، وفرض مبلغا ماليا على كل فريق يريد استغلال الملعب.. نفس الأمر يتعلق بإنشاء مسبح، لكن الأمر يتطلب ميزانية أكبر.

9- تنظيم تظاهرات رياضية. التظاهرات الرياضية تجذب مختلف الفئات العمرية من المجتمع خاصة الشباب، فبتنظيم هذه التظاهرات من حين لآخر (دوريات في كرة القدم، سباقات على الطريق ...) واستغلال فترات معينة لتنظيمها (مناسبات وطنية أو دولية، أعياد ...) سيوفر للجمعية دخلا مهما كذلك عن طريق فرض مبالغ مالية على المشاركين وبهذه الطريقة تكون الجمعية قد قامت بدورها في تنظيم مثل هذه التظاهرات وتكون قد كسبت عطف السكان والمحسنين والمنتخبين وربما تكون هذه الأنشطة سببا في كسب مزيد من المداخيل للقيام بأنشطة أخرى.

10-  التكليف بأداء المهمات. هذه المهمات كثيرة ومتنوعة ولفهم هذه العملية نقتصر بمثال واحد وهو: لا أحد ينكر أن هناك في الأحياء أو القرى منازل هجرها سكانها إلى مدن أخرى أو إلى خارج الوطن، ومن حين لآخر يقومون بزيارتها وقضاء بعض حوائجها كأداء واجبات الكهرباء أو الماء أو سقي الأشجار إن كانت متوفرة لديه... وهناك من يقوم بتكليف من يقوم بهذه الأعمال، لكن في غالب الأحيان تجد هؤلاء لا يثقون في أحد ويترددون فيمن سيختارونه للقيام بهذا العمل... فلماذا إذن لا تتدخل الجمعية نظرا لكونها موضع ثقة بين الناس، وتتكلف للقيام بهذه المهمات مقابل مبلغ مالي شهري مثلا.

11- استغلال الأراضي الفلاحية، كثيرة هي الأراضي الفلاحية غير المستغلة من طرف أصحابها، خاصة في العالم القروي وفي الجبال، فلماذا لا تقم الجمعية بعد إذن أصحابها أن تقوم باستغلالها وتحرثها، وما تحصده إن عم الخير يصبح في ملكيتها فتقوم بذلك ببيعه لمن يرغب في شرائه فتكون بذلك قد عززت مداخيلها من جهة وتكون قد ساهمت في إحياء الأرض وإعطاء رونقا للمنطقة من جهة ثانية. 

12-  تسويق المنتجات، إذا توفرت في منطقة وجود الجمعية منتجات معينة فيمكنها أن تساهم في تسويقها أو إنشاء تعاونية لأجل تسويقها والاستفادة من بعض مداخل التسويق.

13-  تشجيج السياحة، وإذا توفرت فيها، أي منطقة وجود الجمعية، معلمة تاريخية أو منظرا طبيعيا خلابا يمكن أن يجلب الزوار والسياح إلى المنطقة، فعلى الجمعية أن تقوم بتشجيع لمثل هذه الأشياء بكل الوسائل المتاحة من أجل جلب الزوار وبذلك يمكن التعريف بالجمعية وتسويق منتجاتها أو فرض مبالغ مالية من خلال القيام بالزيارات والدخول إلى المنتجعات أو المعالم التاريخية... 

14-  إنشاء موقع اليكتروني أو موقع على اليوتيوب والربح من شركة الأدسنس. إذا أصبحت الجمعية كبيرة وتنجز أنشطة ومشاريع مختلفة ومتنوعة، فيمكنها أن تنشئ موقعا إلكترونيا خاصا بها تضع فيها مختلف أنشطتها وربطها بقناتها على اليوتيوب ومختلف المواقع الاجتماعية الأخرى، وبدون أدنى شك سيكثر عدد المتابعين والمهتمين وتكون بذلك قد ساهمت في شهرتها من جهة وكسب مداخل من خلال شركة كوكل أدسنس من جهة أخرى.

تلكم أهم ما يمكن لنا أن نوفره لكم من الأنشطة التي تساهم في تعزيز مداخيل الجمعية، وإن كانت لديكم اقتراحات أخرى لم نقم بالإشارة إليها فضلا وليس أمرا قوموا بنشرها من خلال تعليقاتكم هنا في المدونة أو عبر حسابنا على الفايسبوك أو مراسلتنا عبر الخاص حتى تعم الفائدة. 

الأمر الوحيد الذي نريد إعادة التذكير به هو قبل أن تقوموا بإنجاز أي نشاط تأكدوا مرات ومرات من النتائج التي سيسفر عنها هذا النشاط، وإلا فمن الأحسن تأجيله إلى أن يحين وقته، والله ولي التوفيق. والسلام عليكم.