بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 3 سبتمبر 2022

اليوم العالمي للعمل الخيري

 في كل خامس من شهر شتنبر من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للعمل الخيري وهي فرصة لتعزيز الأواصر الاجتماعية وإذكاء الوعي بروح التعاون والتطوع وعمل الخير، وتوفير منصة مشتركة للأنشطة الخيرية حول العالم ليشارك بها الأفراد والمنظمات الخيرية والإنسانية والتطوعية من أجل تحقيق أهدافهم على المستوى المحلي والوطني والإقليمي والدولي. 


وهي مناسبة كذلك للاحتفاء بالمتطوعين والمتعاونين وجمعيات المجتمع المدني والقطاع الخاص والعام الذين يقدمون يد العون كيفما كان شكله ونوعه لمختلف شرائح المجتمع من ذوي الحاجات المختلفة من طعام ودواء ومأوى وتمدرس وغير ذلك من الأعمال الخيرية المختلفة التي تقلل من معاناتهم وتساهم في اندماجهم في المجتمع.

ما هو العمل الخيري؟

اَلْعَمَلُ الْخَيْرِيُّ هُوَ الْعَمَلُ الَّذِي لَا يَعْتَمِدُ عَلَى تَحْقِيقِ أَيَّ مَرْدُودٍ مَادِّيٍّ أَوْ أَرْبَاحٍ؛ بل يعتمد على تقديم مجموعةٍ من الخدمات الإنسانية للأفراد المُحتاجين لها، إنَّ هدف العمل الخيري هو تحقيق الخير، ونشر التكافل والتّضامن الاجتماعي بين الأشخاص، ممّا يُؤدي إلى المحافظةِ على تَعزيز دور القيم الدينية والأخلاق الحميدة في النهوض بالمجتمعات.(1)

أهمية الاحتفال باليوم العالمي للعمل الخيري

الاهتمام بالآخرين: كلنا نعيش مشاكلنا الخاصة، واليومية والمستمرة بشكل دائم، وهذا اليوم يلفت انتباهنا إلى مشاكل ومعاناة الأخرين، والإحساس بهم، ومحاولة المساعدة بقدر المستطاع، سواء بالوقت أو المال، لمحاولة التخفيف عنهم.

نشر الوعي بالاهتمام بقضايا الآخرين: يثير هذا اليوم الانتباه حول العالم، بقضايا مثل الفقر والمعاناة والمرض، ويرفع مقدار الوعي عند القادرين، لمساعدة غير القادرين أو المظلومين.

يساعدنا على اكتشاف اهتماماتنا أولوياتنا: كل إنسان يولي اهتمامه ببعض القضايا، أكثر من غيرها، فتجد من يهتم بقضايا الطفولة، وأخر يهتم بقضايا العنصرية، والبعض يركز على حقوق الحيوان، أو الاهتمام بالبيئة؛ لذا يساعدنا يوم الخير العالمي، على الوصول إلى الجمعية أو المؤسسة الخيرية التي ترعي القضايا التي تهتم بها، ومحاولة المساهمة في علاجها. (2)

كيف نحتفل بهذا اليوم؟

يمكن لأي فرد أو جمعية أن تساهم بالاحتفاء الذي يحييه العالم كل عام بالعمل الخيري، بحيث يمكن أن يكون اليوم العالمي للعمل الخيري فرصة لبداية رحلة التطوّع وتقديم العون لمن يحتاجه، ومن بين الأنشطة التي يمكن القيام بها خلال هذا اليوم:

- تكريم المتطوعين وأصحاب الخير ولو بكلمة طيبة في حقهم.

- جمع التبرعات في إطارها القانوني للقيام بأعمال خيرية تجاه الآخرين.

- عقد اجتماعات وندوات وموائد مستديرة حول أهمية التضامن والتعاون والمشاركة في أعمال الخير.

- دعوة الأفراد إلى التبرع لدى المؤسسات والجمعيات الموثوقة للمساهمة في تحقيق الأهداف النبيلة.

- القيام بأنشطة تطوعية مختلفة كتنظيف الشوارع أو غرس الأشجار أو زيارة دور اليتامى او العجزة أو ذوي الحاجات الخاصة أو غير ذلك من الأنشطة التي تساهم في التقليل من معاناة الفقراء والمحتاجين.

- تنظيم رحلات لفائدة الأطفال أو العجزة...

العمل الخيري داخل مجتمعاتنا 

كان الناس في العهد القديم يتعاونون فيما بينهم من أجل مواجهة ظروف الحياة بشتى أنواعها، وكان من عادتهم فعل الخير بمختلف أنواعه فالغني يساعد بماله والفقير يساعد بوقته، فأصبحت المجتمعات في ذاك الوقت أكثر اتساقا وتكافلا وتواؤما، إلا أنه في العصر الحالي تغير كل شيء بنسب مخيفة فقلما تجد من يساهم بوقته أو ماله من أجل تقديم مساعدة أو يد عون إلا من رحم الله. 

رغم أن العمل الخيري والجمعيات الخيرية تطورت بشكل كبير من الناحية القانونية والمؤسساتية إلا أنه مازال عاجزا على مواجهة حاجات الفئات الضعيفة والأشد فقرا، ولعل السبب في ذلك هو فقدان الثقة بين الناس داخل مجتمعاتنا، إذ هناك فئات من دوي النيات الخبيثة الذين يستغلون سذاجة الناس وطيبوبتهم في جمع الأموال وينفقونها لصالحهم غير الذي يتم جمعها لأجله، وهكذا تفقد الثقة لدى المتبرع فلم يعد يتطوع لا بماله ولا بوقته. هذا إضافة إلى سيادة الأنظمة الجديدة والدخيلة على مجتمعاتنا فلم نعد نرى من يقوم بعمل ما إلا وهو يطلب الأجر والمال مقابل عمله أو خدمته ولو كانت تلك الخدمة صغيرة ولو كان ذلك العمل في صالحه... 

يعتبر أمثال هذه المناسبات كاليوم العالمي للعمل الخيري مناسبة لرد الاعتبار للمتبرعين والمتطوعين والقائمين بأعمال الخير، وتشجيعهم وتكريمهم.

ما هو الحل إذن؟

الحل بين يدي الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني، إذ يعتبر أمثال هذه المناسبات كاليوم العالمي للعمل الخيري مناسبة لرد الاعتبار للمتبرعين والمتطوعين والقائمين بأعمال الخير، وتشجيعهم وتكريمهم. إضافة إلى ذلك يجب على المجتمع المدني أن يزرع تلك الثقة المفقودة لديهم من خلال إقناعهم بشتى الوسائل وتزويدهم بكافة المعلومات مع أدلة ووثائق تبريرية وتجنب العشوائية والارتجالية في اتخاد القرارات، حتى لا يشعر المتبرع أو المتطوع بأنه قد أنفق وقته أو ماله دون جدوى.

المراجع:

1- https://mawdoo3.com

2- https://faharas.net/



هناك تعليقان (2):
اكتب comments