نظام تسيير المعلومات والقرارات داخل الجمعية

« تعرف الحركة الجمعوية اليوم ازدهارا ونموا كبيرين قل مثيلهما في العقود السابقة إن على مستوى العدد أو النوع. وقد صاحب هذا النمو مجموعة من محاولات التقنين والتنظيم عن طريق القيام بتكاوبن وتداريب خاصة بالجمعيات، وعن طريق إصدار مجموعة من الكتيبات والدلائل التي تساهم في تسهيل تنظيم هذه الجمعيات. غير أن تزايد عدد الجمعيات وتعدد مجالات تدخلها جعل كثيرا من المشاكل التنظيمية تطفو على السطح، ولعل أبرزها هو مشكل تداول المعلومات والقرارات وكيفية إشراك الجميع في عمل الجمعية. ينضاف إلى ذلك مشكل التوثيق الذي يعتبر الداعم الأساسي لتلك القرارات، والسند الرئيسي لتراكم التجربة لدى الجمعية.

ومحاولة منا الإجابة على بعض الأسئلة التي تؤرق بال المسيرين الجمعويين خصوصا فيما يتعلق بهيكلة وتسيير الجمعية، ونظرا للبس الذي يطال بنيات الجمعيات ومهام بعض الهياكل والوظائف داخلها وكذا الوثائق المساعدة على ذلك، ارتأينا أن نقدم بعض المقترحات التوضيحية والعملية – على شكل دليل - في اتجاه هيكلة وظيفية محكمة تساعد على إرساء دعائم الحكامة الجيدة داخل الجمعيات وتجعل من جميع أعضائها أعضاء قادرين على الفعل داخل مناخ تسوده الجدية والشفافية. ولقد أسمينا هذا الدليل بنظام تسيير المعلومات والقرارات، لما تحمله كلمة نظام من دلالات عميقة على المأسسة، ولما توحي إليه عبارة تسيير المعلومات والقرارات من تجاوز لمفهوم التداول البسيط إلى مفهوم التدبير المستند إلى قواعد الحكامة الجيدة، وذلك بسن ضوابط تؤصل لمبدأي الشفافية والمصداقية.

هكذا قسمنا هذا الكتاب، إلى أربعة أجزاء، خصصنا الجزء الأول منه إلى التعريف، في حين ركزنا في الجزء الثاني على بعض القواعد الحسنة في هيكلة الجمعيات محاولين بذلك تحديد وظائف كل هيكل بدقة، لنخلص في الجزء الثالث إلى مسلسل تسيير المعلومات والقرارات، محاولة منا لتسليط الضوء على الخطوات الرئيسية التي تقطعها الجمعية من أجل وضع مخططاتها وتنفيذ برامجها. بينما أفردنا الجزء الرابع والأخير لنماذج من الوثائق التي تسند عملية تداول المعلومات والقرارات وتعطيها حجيتها وقوتها الثبوتية.

ونحن إذ نضع بين أيدي مسيري الجمعيات هذا الدليل، لا نزعم أنه لا يخلو من نواقص، أو أنه يغني عن باقي الدلائل والكتيبات التي تحاول إجلاء الغموض عن طرق تسيير الجمعيات، أو أنه يقلل من أهمية التجارب الأخرى التي تستعمل أساليب وقواعد ربما تكون مختلفة ولكنها قادرة على إبراز فعل جمعوي جاد وفعال. بل نعتبره لبنة أخرى انضافت إلى مجموع ما قيل وكتب في الموضوع لتحاول درء بعض أخطار العمل غير المنظم.»

                                                                                            مقدمة الدليل

تحميل الدليل

من هنا

أو هنا