بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 20 يوليو 2022

رقية الإبوركي...نموذج الفتاة القروية الطموحة المتفائلة بغد أفضل

تمكنت رقية الابوركي وهي فتاة تنحدر من جماعة قروية بإقليم اشتوكة أيت باها، من النجاح في الباكالوريا فئة الأحرار وحصولها على شهادة الباكالوريا شعبة العلوم الفزيائية بميزة مستحسن برسم الموسم الدراسي الحالي 2022/2021 بعد مسيرة حافلة بالتحديات والصعاب.   


 

بدأت رقية الابوركي رحلتها في طلب العلم منذ التحاقها بالمستوى الأول من التعليم الابتدائي سنة 2010 حيث كانت من المتعلمات المجدات ساعدها في ذلك تعلمها لبعض سور القرآن الكريم والحساب وقراءة بعض حروف اللغة العربية على يد أبيها الفقيه، إلى أن حصلت على شهادة الدروس الابتدائية بميزة حسن جدا موسم 2015/2016. لكن ظروف المنطقة التي تسكن فيها أبعدتها عن متابعة دراستها الإعدادية حضوريا، رغم ذلك أصرت على إتمام دراستها بكل الوسائل المتاحة متحدية بذلك كل العوائق وفطنت بذلك إلى طريقة أخرى وهي متابعة دراستها في منزلها، فتمكنت بذلك، بعد ثلاث سنوات، من اجتياز امتحانات الدروس الإعدادية بنجاح. ولم تقف هنا بل واصلت مسيرتها الدراسية عن بعد وداخل منزلها إلى أن حصلت على شهادة الباكالوريا شعبة العلوم الفزيائية.

حصلت رقية الايبوركي على شهادة الباكالوريا شعبة العلوم الفزيائية بميزة مستحسن دون أن تلج فصلا دراسيا ولو مرة واحدة

وتشجيعا لمثل هذه المبادرات، استضاف موقع جمعية فوريو الطالبة رقية الابوركي وطرحت عليها هذه الأسئلة:

1- نريد أولا أن نعرف من هي رقية الابوركي؟

رقية الإيبوركي العمر 21 سنة حاصلة على الباكالوريا مسلك العلوم الفزيائية. 

2- ما السبب أو الأسباب التي أبعدتك عن متابعة دراستك بعد حصولك على شهادة الدروس الابتدائية؟

هناك عدة أسباب منها بعد الثانوية الإعدادية عن مقر سكني وعدم توفر النقل المدرسي بالإضافة إلى عدم موافقة والدي على البقاء في الداخلية المخصصة للفتيات اللواتي يبعدن عن الإعدادية.

3- في ذلك الحين، كيف كان شعورك خاصة وأنك تصادفين فتيات في مثل سنك يتابعن دراستهن الإعدادية؟

ربما في الأول كان ذلك شعورا مؤذيا جدا خصوصا أنني كنت متعلقة بالدراسة منذ طفولتي لكن بعد مدة أدركت أنني أتحمل المسؤولية في ما حدث وأنه علي إصلاح الأمر بدل اللوم و العتاب فقررت العودة للدراسة عن طريق التعلم الذاتي.

4- هل سبق لك أن عدت إلى القسم ولو مرة واحدة من أجل تلقي درسا بعد خروجك لآخر مرة من المدرسة الابتدائية؟

لا أبدا.

5- كيف كان شعورك عندما نجحت في السنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي، وحصولك على شهادة الدروس الإعدادية فئة الأحرار؟

كان شعورا مميزا بالنظر إلى المجهودات التي بذلتها وخصوصا أن النقطة التي حصلت عليها كانت مشرفة حيث حصلت في المعدل العام على 15,64 وقد شعرت بالفخر خاصة أن الكثير من الناس اعتبروا أن نجاحي مستحيل لأنني لم أطلع على دروس السنة الأولى والثانية من التعليم الإعدادي، فالحمد لله الذي وفقني بالرغم من كل ما صادفته من عقبات في ذلك العام.

6- على ماذا كنت تعتمدين في تلقي دروسك خلال كل هذه السنوات؟

كنت أعتمد على اليوتيوب وكتب تمارين وحلول والعروض عن بعد التي يشرف عليها الأساتذة مقابل أثمنة يحددونها حسب كل مادة.

7- كيف كان رد فعل أسرتك عندما قررت خوض هذه التجربة؟ وعندما حصلت على شهادة الدروس الإعدادية؟ وعندما حصلت على شهادة الباكالوريا؟

في الأول لم تتم الموافقة على ذلك لكن أقنعتهم بفكرتي فسمحوا لي بذلك ، عندما حصلت على شهادة الدروس الإعدادية هنأوني ،لم يكن الأمر غريبا بالنسية لهم لأنهم يثقون في قدراتي في ما يخص الدراسة ، و كذلك عند حصولي على شهادة الباكالوريا هنأوني جميعا و بعضهم اشترى لي هدايا.

8- لماذا بالضبط اخترت شعبة العلوم الفزيائية علما أنها من بين أصعب الشعب؟

لأن طموحاتي المستقبلية متعلقة بهذه الشعبة ، بالإضافة إلى أنني أحب أن أسلك الطريق الأصعب لأن النجاح فيه يجعلك متميزا عكس الطرق اليسيرة.

9- ما هي المعيقات التي واجهتها خلال كل هذه السنوات، وهل فكرت يوما في الاستسلام والتخلي عن خوض هذه التجربة؟

المعيقات التي واجهتها تتعلق بعدم توفر كتب خاصة بالأحرار التي تراعي الأطر المرجعية الحديثة بالإضافة إلى غلاء أثمنة الدروس عن بعد ، كما أن بعض الأساتذة لا يقومون بواجبهم كما يجب بحيث لا أجد الأجوبة لأسئلتي ولا تتم المواكبة الفردية نظرا للكم الهائل من التلاميذ في مجموعاتهم. 

حتى في الأيام العصيبة التي ما عدت فيها أرى مخرجا لم أفكر يوما في الاستسلام ولا التراجع لأنني سلكت هذا الطريق بكامل إرادتي وكنت مستعدة لتحمل كل المسؤولية كيفما كانت النتيجة فكنت مصرة على المضي قدما في مساري الدراسي.

10- من هم الأشخاص الذين تودين أن تشكريهم والذين ساهموا بشكل كبير في تحقيق حلمك هذا؟

أولا أختي الصغيرة حفيظة فقد كان لها دور كبير في عودتنا للدراسة في فئة الأحرار.

أستاذي مصطفى النزيه الذي درسني في السنة الأولى ابتدائي ومازال مواكبا لي في مساري الدراسي فكل الشكر والتقدير له و مهما قلت لن أوفيه حقه جزاه الله بكل خير. 

زوجة أخي كانت من أكثر الناس تشجيعا ونصحا لي للاستمرار في الدراسة فكل الشكر لها. 

وكذلك أسرتي فكلهم كانوا دائما معي شكرا لهم جزيلا. 

دون أن أنسى الأستاذ رشيد بوهوش والأستاذ محمد ستاي فقد كانوا خير أساتذة عاملونا كأننا أبناءهم وحببونا في الدراسة جزاهم الله عنا ألف خير.

11- ماذا عن كل فتاة أو فتى عاش مثل الظروف التي عشتها ويريد خوض نفس التجربة؟ ما الذي يمكن قوله؟

يمكن القول أن هذه التجربة ممتعة و صعبة تتطلب جهدا كبيرا لكن ليست مستحيلة فكل من توكل على الله و سلك طريقا لطلب العلم لن يخيب الله أمله سيصل رغم كل الصعوبات.

12- ما طموحاتك المستقبلية؟

أفضل عدم التحدث عنها حتى تتحقق فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان».

13- كلمة أخيرة.

آخر كلمة أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لهذه المدونة على الالتفاتة الطيبة ولي الشرف للتحدث لكم عن تجربتي.

ونحن بدورنا  نعرب عن امتناننا وتقديرنا وشكرنا لك جزيل الشكر على سعة الصدر ورقة اللسان وجمال الكلام، ونتمنى لك مسيرة موفقة بإذن الله. 


هناك تعليق واحد:
اكتب comments
  1. مبادرة راىعة فالحقيقة هناك أمثال هده الطالبة لاكن قليل ما نجد من يهتم بهم

    ردحذف